كان الريف يكتب قصائد الحب عندما تكون الأمطار رذاذاً يحتسيه الجمال قطرات من الندى فوق الأوراق وتغرد الطيور عزفا بكل إتقان والرسام بريشةالفن يوقظ الأحلام والحب مبتسما ورده في حدائق الخيال. وهكذا الأيام تمضي حتى حانت ساعة البناء وتحول كل شيء إلى حقيقة في بناء كوخ من القش وسط الريف على ضفاف النهر لا يتسع إلا لاثنين فقط إنه السيد وليم وزوجته هايدي احتضنهم الحب بساطة في وهج الغرام والنغم يداعب مشاعرهم إخلاصا ووفاء حتى أصبحت السعادة تاجاً على روؤسهم يقبلها الحنان كل صباح و مساء وفي جدار الأمل لوحة يركض في بروازها طفل جميل لقد نمت الأحلام من رسومات تعبث بها الألوان الى أسرة ترسم الجمال في كل مكان تنثرها الأماني أمواجا في بحار السعادة و في فضاء السماء وهناك في الحقل أزهار الحياة تملأ المكان عطرا .

كان العيش استقرارا في سكون الهدوء وكان الحب ثماراً يانعة في حقول السنين ومازال الأمل يخيط نسيجه في الأمنيات بمولود يكون العطاء فيه أسيرا للحنان والورد ألوانه ابتسامات في وجنات الألوان .

إنها الحياة يكون الحب فيها حملا وديعا عندما يغمره الجمال في حلة الأنس كان السيد وليم رجلا أنيقا ومثقفا وبارعاً يحب القراءة عندما يكون السكون أدبا ينعم بحروفه فلسفة في شغف القراءة . وكان ذات يوم في رحلة قصيرة إلى المدينة التي اعتاد الذهاب إليها في كل شهر مرة وفي كل رحلة يجد من القصاصات ما يملأ به فراغ الوقت وفراغ الأدب في النفس وكان القطار الذي يستهوي الشعراء والكتاب بين الفينة والأخرى رحلة للانتقال والاستجمام أن يجعلوا من قصاصات أدبهم وكتاباتهم في جيوب المقاعد عنوة بنماء الثقافة لمن أراد .

إنها الأقلام التي يكون حبرها سعادة في خيال الفكر ونماء في رحلة الأدب والمتعة ، لقد وضع السيد وليم يديه المرتعشة من برودة الأجواء على قصة كان الوقت جمع ساعاته أُنْسَا من لوحة الرسم في الريف إلى هذه الأوراق في جيب المقعد لقد انغمس السيد الأنيق وليم في القراءة وكان الوقت يركض والقطار نغماته يسمع دويها في محطات الوقوف وهذا الأنيق منهمكا في القراءة. يقلب اوراقها وفيها طفل صغير اسمه هنري طار الخيال بالسيد وليم مع هذا الطفل الجميل الذي يركض في الحقول براءة يساعد أباه في ريف جميل يقطف الأزهار وردا ويبيعها على المارة بثمن البراءة ورائحة الإكليل وكانت حياته جميلة ينعم فيها بدفء الحنان من والديه وكان الأطفال شركاء النجاح والسعادة في ريفه الجميل مع كل ورقة يودعها السيد الأنيق وليم يكون هنري قد كبر عمراً وعلما حتى في آخر أوراق من القصة تخرج الطفل هنري وأصبح حلما يملأ الدنيا ضجيجا ، لقد أصبح الطفل هنري طبيب الريف يعالج الفقراء ويساعدهم ويرسم السعادة إبتسامات بورده الذي جعل مزهريات الورد في عياداته أملا في الشفاء والاستشفاء. إنها حدائق غناء جميلة تصرف الدواء من الوانها رحمة بالمريض وشفاء من التعب لقد استنشق السيد وليم دواء الطبيب هنري واستنشق عبق الأزهار من عياداته في صفحته الاخيره فكان الأمل فسحة في الخيال حتى وصل إلى حيث القطار أرسى رواحه لقد فاتته محطة الوقوف الأولى ولكنه وقف في نهاية القصة عندما توقف القطار ،؟انتظر ساعات حتى يعود القطار إلى محطته التي يريدها وكانت لحظات الأنس تدفن دقائق الانتظار حاول عند رجوعه أن يأخذ القصة ولكنه حفظها في ذاكرة الخيال وأعادها إلى حيث مكانها لعل رجلا ذات يوم يحمل من رسوماته ما يجعل الأمنيات تحتضن الرواحل في السفر .

غادر السيد وليم القطار في عودته ولكن طفل القصة أمسك بيده وأخذه في خيال الأمل معه.

وكان الإعجاب جمالا تغرد العصافير في قلبه بهجة في الأحلام إنها باقة السعادة أيها الأنيق يسقي زهورها الامل ، لقد رجع الى الكوخ وكان اللقاء مع السيدة الفاتنة الجميلة هايدي همسا تقرأه القلوب حروفا من النغمات قص عليها القصة بعد أن تناول كوبا من الحساء الممزوج بالخضار والفطر ومع كل رشفة كانه يسقي الروح فرحاً وأخبرها بالقصة وشرع في أن يكون مولودهم القادم يحمل اسم الطفل هنري الذي مع إشراقة كل صباح مفعم بالحياة يشاركهم هذا الطفل الفرح ، بذور تزرع في الغيب لبقاء الحلم حقيقة في عتمة الأمل ، هناك في كوخ آخر يسكن الاطمئنان في رجل وزوجته إنهما السيد جاك وزوجته إيلين .

لقد شاخ بهما العمر فأصبح الانحناء قوسا يرمي العمر مع كل غروب إلى …. يرقة أخرى في ريف الأعمى الذي يحلم أن يرى السماء ابتسم ايها الانيق هكذا نعيش في الحياه.